مابين إطعام الطعام وتوزيع الحلوى« الخلوتية البكرية ببنى سويف» تحتفل بالمولد النبوي بتراث من مئات السنين
بني سويف محمد عبده
« إطعام الطعام وتوزيع الشراب وإقامة حلقات الذكر وإكرام السائلين » هذة هى ملامح إحتفال الطريقة الخلوتية الجودية البكرية بمحافظة بنى سويف، لشيخها « عبد العليم جودة البكري»، إحدى أقدم الطرق الصوفية على مستوى الصعيد.
و للوهلة الأولى فى أثناء دخول قرية قمبش بمركز ببا جنوب بنى سويف، تجد كل مظاهر الحياة الحقيقية النابضة بمظاهر السماحة والسلام وإكرام الضيوف من القرى المجاورة والمريدين من المحافظات المصرية الأخرى، فبهذة المظاهر أصبحت القرية مقصداً ومزارا لكل أبناء الطرق الصوفية بالمحافظة، والمحافظات الأخرى، كونها أكبر طريقة صوفية على مستوى الصعيد، وكان دكتورًا في كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، وتعلم العلوم الشرعية من والده.
ففى كافة أرجاء القرية كبيرة المساحة والتعداد السكاني يتم توزيع الحلوى، وإقامة الأنشاد الديني وإطعام الطعام والابتهالات الدينية في جميع أنحاء القرية، حيث يخرج الأهالي عن بكرة أبيهم في هذا اليوم لزيارة الشيخ وزيارة المقام، حيث يوجد المقام العامر بقرية قمبش الحمراء به سلسلة الطريقة. وتأتي الوفود من كل انحاء المحافظات المجاورة تأتي للمشاركة في الاحتفال.
يقول «محمد أحمد حفني» ، نائب الطريقة الخلوتية الجودية بمحافظة بني سويف، إن الطريقة الخلوتية لها أصول قوية جدًا، وليست وليدة العصر أو هذا الزمان. بل لها أسانيد ممتدة منذ مئات السنين، بإسناد متصل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد أخذناها عن سيدنا الشيخ عبد العليم البكري وهو أخذها من الشيخ الدكتور جودة البكري.
ويضيف: فهم بيت من ذرية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كون جد شيخ الطريقة سيدنا مصطفى البكري كان نقيب الأشراف في محافظة بني سويف، ينتمون لبيت كبير ممتد نسبهم إلى سيدنا الشيخ جودة عبد المتعال، مؤسس الطريقة في قمبش.
وتابع قائلا: أخذ الشيخ جودة البكري الطريقة عن الشيخ أحمد الجنيدي الميموني، والشيخ الجنيدي أخذها عن السيد عبد العليم السنهوري، الذي تلقاها من الشيخ أحمد الدرديري أمام المالكية بالأزهر. هذا هو تسلسل الطريق عندما نصل إلى سيدي أحمد الدرديري.
وأكد « أحمد سيد طه» ، أحد مريدين الطريقة الخلوتية البكرية بمحافظة بنى سويف، ا أنه أتي من محافظة المنيا ليستمتع بالجو الروحاني ويأخذ بعض الحلوى لأولاده، مشيرًا إلى أن هذا ما ورثوه عن أجدادهم هنا.
وأضاف« سمير كامل» ، أحد أبناء القرية، أنهم يعشقون آل البيت وهذه المناسبة حبًا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يتم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هنا في قرية قمبش الحمراء، ويتجمعون هم والعائلة وجميع عائلات القرية بخدمة ضيوف الرحمن الذين يأتون من كل مكان من جميع أنحاء الجمهورية للاحتفال بالمولد النبوي وزيارة الشيخ عبد العليم جودة البكري كونه من آل البيت وسلالة آل البيت.
وأشار إلى أنهم يستعدون استعدادًا كاملًا لاستقبال الضيوف والوفود التي تأتي من جميع المحافظات والقرى المجاورة هنا في قرية قنمش الحمراء، حيث يطعمون الطعام مرضاة لوجه الله ومن يريد قضاء ليلتة يمكنه ذلك، ويوجد هنا في الساحة العامرة مكان مجهز لاستقبال الضيوف والمحتاجين.
وأوضح أن طريقتهم هي الطريقة التي شيخها شيخنا السيد عبد العليم جودة البكري، أصولها هنا في محافظة بني سويف وفي جميع أنحاء الجمهورية والوطن العربي، ولها مريدين في جميع أنحاء العالم.
وقال الدكتور حسن حفني، نائب الطريقة للوجه البحري، إنهم اعتادوا سنويًا ألا يبخلوا على أحد من مريدين الطريقة بإطعام الطعام والمأكل والملبس، حيث يأتون الوفود والمريدين من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بالجو الروحاني والاحتفال بالمولد النبوي الشريف. طريقتهم هي طريقة على الكتاب والسنة، لا يريدون الشطح ولا التنطع، طريقتهم هي الكتاب والسنة.
ونوه إلى أن محافظة بني سويف، تشهد أشد وأعظم احتفالات المولد النبوي الشريف بداخل القرية، حيث تشهد القرية استعدادات مديرية أمن بني سويف بالتامين الكامل للمولد الشريف، نظرا لإستقبال قرية قمبش الحمراء ما يعادل أكثر من 60 ألف نسمة يحتفلون هنا وهناك في جميع أنحاء القرية. وهذا الموروث الذي اعتاد من الآف السنين تحت رعاية المشيخة العامة للطرق الصوفية.
